قصة الأسطورة نيكولا تسلا عَالِمْ الهندسة الكهربائية العبقري

نيكولا تسلا-nikola tesla
   

“نيكولا تسلا” عَالِمْ لم يرى له التاريخ مثيلا في الهندسة الكهربائية، ولد عام 1856 في كرواتيا، اهتم منذ طفولته بالكهرباء والبرق، عمل كمهندس كهرباء في فرنسا ثم انتقل الى الولايات المتحدة الامريكية في سن 28 وهو لا يملك سوى حقيبة ملابسه للغوص في الهندسة الكهربائية اكثر  وقد كتب رسالة مليئة بالثقة للعالم توماس إديسون،  فقد بدى واضحا لأساتذته في الجامعة الامريكية انه سيصبح اسطورة في هذا المجال فقد كان تسلا شغوفا بمناظرة اساتذته، ولطالما اثبت صحت وجهات نظره.

تسلا

 

بالعودة الى الرسالة التي كتبها”تسلا” لإديسون “عزيزي إديسون، أعرف رجلين عظيمين، أحدهما أنت، والآخر هو حامل هذه الرسالة.” كان جليا التحدي القوي الذي سيكون بين الرجلين.

أصبح تسلا يعمل لدى إديسون، مما أدى الى تحسن اختراعات إديسون أكثر. ومع ذلك وبعد عدة أشهر افترق الاثنان بسبب الشخصيتان المتناقضتين لتسلا وإديسون، فقد كان إديسون شخصية سلطوية ركزت على التسويق والنجاح المالي، اما تسلا فقد كان خارج السباق التجاري ومهتمًا في الجانب العلمي البحت. كما ان إديسون كان يحب التيار المستمر عكس تسلا كان يعشق التيار المتناوب.

تسلا ضد اديسون

 

تسابق الرجلان في هذا المجال ففي عام 1887 حصل “تسلا” على سبع براءات اختراع في نظام توليد التيار الكهربائي المتناوب، وهنا اشتعلت حرب الكهرباء بين “أديسون” و”تسلا”.. ولكن “تسلا” حسم الموقف لصالحه عندما أضاء المعرض العالمي بشيكاغو باستخدام التيار المتناوب.
>
وفي عام 1895 استطاع تسلا بمساعدة شركة وستنجهاوس من استغلال الطاقة الكهربية الرهيبة لشلالات نياجرا، متفوقين بذلك على شركة “أديسون” للمرة الثانية.

عام 1899 كان عاما خياليا لتسلا فقد نجح في نقل 100 مليون فولط من الكهرباء عالية التردد لاسلكياً عبر مسافة 36 ميلاً لتضيء مدينة ” كولورادو سبرينجز”، فقد كانت هذه التجربة من اكثر التجارب صدمة للعالم، حتى انهم أطلقوا على العَالِمْ”تسلا” لقب (الساحر)..

برج تسلا

 

بعد هذه التجربة الفريدة من نوعها استمر طموح تسلا أكثر وقد أصبح هاجسه البث اللاسلكي للطاقة، بدأ نيكولا عام 1900 العمل على مشروعه الأكثر جرأةً حتى الآن: بناء نظام اتصالات لاسلكية عالمي ينتقل عبر أبراج كهربائية كبيرة لتبادل المعلومات وتوفير الكهرباء مجانًا في جميع أنحاء العالم. بتمويل من مجموعة من المستثمرين.
 
في عام 1901 بدأ تسلا العمل على المشروع بجدية وتصميم فبنى مختبرًا بمحطة توليد وبرجًا ناقلًا ضخمًا في موقع في لونغ آيلاند، نيويورك، وهو ما صار يعرف باسم واردنكليف. لكن المستثمرين لم يستطيعوا تقبل أفكار تسلا العلمية المجنونة فخذلوه وشّكوا في معقولية أفكاره ولم تكن لهم الشجاعة الازمة في الاستمرار في تمويل هذا المشروع العملاق والفريد من نوعه، فلم يكن أمام تسلا خيار سوى التخلي عن المشروع. وقد تم تسريح الموظفين من واردنكليف في عام 1906 وبحلول عام 1915 استثمر الموقع في أمرٍ أخر. وبعد عامين أعلن تسلا إفلاسه وفكك البرج وباعه خردة ليقوم بسداد الديون المستحقة عليه.

ان هذا المشروع كان حلم تسلا الكبير فبتحطمه تحطم معه “تسلا” وأصيب بانهيار عصبي وتوفي بانسداد شرايين القلب وهو يناهز 86سنة وهذا بعد عيشه وحيدا فقيرا فهو لم يتزوج قط ولم يكن له أي طفل.

اختراعات تسلا التي لا حصر لها 
قدم 17 براءة اختراع في موجات عالية الذبذبات.

كان اول من اخترع الراديو قبل 3سنوات من اعلان براءة اختراع الراديو للعالم ماركوني الايطالي بعد استخدامه لمعدات تسلا وهذا بسبب الدعم المالي والاجتماعي الكبير لماركوني، فقد بكى تسلا عند انتساب هذا الاختراع لماركوني وحصوله على جائزة نوبل سنة 1909.

اخترع قارب يتحكم فيه لاسلكيا وكانت هذه أول إشارة لظهور فكرة الروبوت، والتحكم عن بعد، وجهاز الريموت كنترول المتوفر الآن هو تطور طبيعي لهذا الاختراع.

كانت طموحات “تسلا” أكبر مما تتحمله عقول البشر، فقد كان يتكلم عن الهاتف اللاسلكي وعن برامج معلوماتية شاملة وشبكة هائلة للمعلومات ونظام متكامل لنقل الكهرباء لاسلكياً، الانتقال الآني والسفر عبر الزمن والأبعاد، وعن أشعة الموت التي تستطيع أن تفني جيشاً في لحظات، هذه عبقرية فاقت عصرها ولم يكن يوجد من يصدقه ويدعمه.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *